يشهد زماننا هذا تطوراً سريعاً لم يُعهد مثله في شتى المجالات، فظهرت صور متعددة ومتنوعة من الأموال والعقود والحقوق، كما ظهرت أشكال جديدة للكيانات والمنشآت والمنظمات، سواء العامة أو الخاصة أو كيانات القطاع الثالث وهو القطاع التطوعي غير الربحي، ورافق ذلك أموراً دفعت الجهات التنظيمية والإدارية لإعداد الأنظمة واللوائح والقرارات لتنظيم أعمال القطاع غير الربحي، منها ما صدر ومنها مازال مشروعاً يترقب أصحاب الشأن صدوره.
ونظراً لتنوع كيانات القطاع الثالث فإن الراغب في التبرع والمشاركة يقف متحيراً أمام عدة خيارات، خاصة بعد صدور نظام الشركات الجديد الصادر بالمرسوم الملكي رقم )م/ 132 ( وتاريخ 1/ 12 / 1443 ه، فمن مستجدات الكيانات التي أظهرها هذا النظام (الشركة غير الربحية)، التي تعتبر كياناً جديداً من كيانات القطاع غير الربحي، والتي تساهم في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 م ونظراً لأهمية تناول هذا الموضوع، وأهمية مقارنة هذا الكيان بالكيانات غير الربحية الموجودة سابقاًً؛
تأتي هذه الدراسة لتجري هذه المقارنة وتبرز أهم الفروقات، ولتسلط الضوء على حقيقة هذا الكيان المستجد، وذلك ليتمكن الراغب بالتبرع من اختيار الكيان الأنسب والمتوافق مع نشاطه وتحقيق رغبته كما أن من أهداف هذه الدراسة تحرير مفهوم الشركات الوقفية التي وقع لدى الخاصة والعامة لبس في تعريفه.